بين النوم واليقضة
" بين النوم واليقضة "
في يومٍ توشك سمائه أن تمطر وفي وسط محيط ليس له نقطة بداية رفعت أشرعتي تحسبا لقدوم أي عاصفةٍ قد تعصف بسفينتي المتواضعه ،، هناك وسط ضباب أحجب الرؤية تماما أبحرت بسفينتي مشتقاً طريقي بين الامواج لساعات طويلة دون الوصول إلى أي هدف،، لذالك إستنزف الوقت مني جميع قواي وادركت انه قد حان الوقت لكي أترك الدفة قليلا وأنال قسطا من الراحة ومع هدوء الامواج أطمئن قلبي بأن السفينة لن تنحرف عن مسارها وأيقنتُ أنه من الممكن أن أُقي بجسدي المنهك على سطح السفينة لأستعيد قواي وسرعان ماغفت عيناي لدقائق وبين النوم واليقضة كنت أفكر بأنني لست في نُزل فاخر لكي أغرق في نوم عميق بل أنا وسط محيط خطر وعلي أن أكون حذر فصحوة من نومي وبالأحرى من غفوتي البسيطة واتجهت نحون الدفة ووجدت كل شيء على ما يرام فأخذت أحتسي كُوب ساخنا من الشاي وبينما كنت أستمتع بأحتسائه وقطرات طفيفة من المطر تتساقط بداخل الكُوب فجأة أحسست بأن مقدمة السفينة بدأت ترتفع للأعلى فأوجست خيفة في داخلي وأنطلقت لمقدمت السفينة لأرى ماذا يحدث وبينما أصل إلى المقدمه فأذا بموجة تلطم المقدمه وتجتاح كل شيء على سطح السفينة وبما فيهم أنا وبدأت الفوضى تعم من حولي وماكنت خائفاً منه قد حصل بدأت وبشكل مفاجأ عاصفة تعصف بالأشرعة لتغير مساري اللذي كنت أسلكه والموج من حولي يلطم بشراسة هنا ووسط كل هذا راودني فكري بأن رحلتي أوشكت على نهاية مأساوية وأكثر ماكان يجول في ذهني فراق من ينتظر عودتي...
من كان يدري لعلهم اعدوا العدة لأستقبالي وأفرغوا كل مافي يديهم ووضعوا نُصب أعينهم على الشاطئ اللذي سترسوا فيه سفينتي اللتي هي الأن قد بدأ سطح البحر يفتح أبوابه الواسعة لها ليحتظنها إلى الأبد في قاعه رغم محاولاتي لإفراغ الماء اللذي أجتاح سطح السفينة ولكن كل محاولاتي بائت بالفشل لذالك سلمت أمري لله وأدركت إنه قدري المحتوم ،،، غرقة سفينتي بكل مافيها ومكثتُ عائماً للحظات فقط ريثما ألتقط انفاسي الأخيرة إلى أن إجتاحتني موجة كانت ولم تكن مثلها أبداً لم أستطع الصمود أمام الغرق وكيف لي أن أصمد وأنا وسط محيط هائج يجرني إلى قاعه ، وحانت لحظة الغرق وبينما كان جسدي يهوي إلى القاع مرت من أمامي جميع ذكرياتي السعيدة والمحزنه وجميع الوجوه اللتي أعرفها كانت تنتحب من البكاء بينما وجه حبيبتي كان مبتسما ولسان حاله يقول أرقد بسلام سأتبعك وظل يردد هاذه العبارة إلى أن رست جثتي في قاع البحر وصوتها لم يتوقف ظلت تردد سأتبعك سأتبعك سأتبعك فأذا بنور يسطع على وجهي ليوقظني من نومي فقد إنزاحت الغيوم والضباب من السماء وسطعت الشمس لتخبرني الحقيقة ويالها من حقيقة كل شيء كان حلم راودني في غفوتي نظرة من حولي لأجد كل شيء كما هوه على طبيعته ليس هناك موج ولا رياح والسفينة تسير في مسارها وكل ماحدث من إجتياح وغرق ليس إلا مجرد حلم رأيته عندما أجبرني النعاس على النوم في الوقت اللذي كنت احتسي فيه كُوب الشاي وقد سقط من يدي دون أن أشعر به فأتجهت مسرعاً إلى مقدمة السفينة فإذا بي أرى شواطئ ليست ببعيدة فأسرعت لأنزل أشرعتي وكانت عيناي تفيض من دموع الفرح فالحمد لله على كل حال …
هناك على الشاطئ وجدت من ينتظرني ومن انتظر…
بقلمي المتواضع : مخاوي الهم
 |
 |
|
رد مع اقتباس
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الروح
مواقع النشر (المفضلة)