ظلت تتقلب على فراشها ,, في محاولات فاشلة للنوم ,, دون جدوى ,, فالأرق يحاصرها..
اعلنت استسلامها ,, وقامت تسير بخطى مثقله .. بإتجـآه النافذه..
نظرت من نافذتها الصغيره .. بيوت متراصة قريبة ببنيانها ,, ولكن سكانها لكل منهم عالمه .. لا يفقهون شيئا عن أسس الجيرة و مبادئها..!!
أخذت نفسا عميقا ثم قررت فتح النافذة قليلا ..
- يا الله صمت رهيب وهدوء موحش ,, حتى الأجواء محملة برطوبة خانقة..!!
فجأة صوت صريخ يخترق جدار الصمت ,,
- بسم الله الرحمن الرحيم ,, ماذا حدث الصوت مصدره بيت الخالة زينب .. مسكينة ,, يكفيها ما تناله كل يوم من عقوق و معاملة سيئة من ابنها الذي يكرم الخادمة اكثر من أمه..!!
تشعر بتوتر ,, تخرج بسرعة ,, تحاول أن تجد جواب لتساؤلاتها ,, ماذا حدث ..!!
تتوقف حين تجد أخيها يغلق الباب ,, قادم من الخارج ..!!
- محمد ماذا حدث ..؟؟ سمعت صراخ من بيت الخاله زينب ..
-بنظره ملؤها الحزن.. تلك كانت صرخات الخاله زينب .. حين سمعت خبر وفاة ابنها في حادث سير..!! اسأل الله أن يرحمه و يغفر له
لم تجد شيئا تقوله سوى .. إنـا لله و إنـــــا اليه راجعون ,, تنهدت قليلا ثم قالت اللهم نسألك حسن الخاتمه..
دخلت غرفتها ,, اتجهت نحو النافذه المفتوحه..
-لم يكن هذا الجو الخانق ,, لولا تشبعه برآئحة الموت التي تكتم الأنفاس..!!
سالت دمعة من عينيها.. و اغلقت النافذه..!!