لقد أصبح هزيلاً .. بعد أن كان سميناً
لقد رَقّ عظمه !
وضعُف بدنه !
ولم يتبقّ منه إلاّ مثل الصَّـبَابة
باتت أيامهمعدودة
وأوشك على الرحيل
أتُراه في الـنَّزْع؟!
لا ..
أتظنه يلفظ أنفاسه ؟!
ليس بعد ..
إلاّ أنه يوشك على الرحيل .. ويُؤذِنبالوداع
فأي شيء عَمِلْت لِوداعه ؟
وأي زادٍ هيأت لِرحيله؟
أيرحل وأنت تَنظُر ، ولا تُحرِّك ساكنا؟
أيودِّعك وأنت عنه لاهٍ ؟!
ما هذا وَداع من أطلتمُعاشرته
كلا .. ولا ذاك بتوديع الصاحب
ذلكم هو العام الذي أنت فيه ..
وتلك كانت صِفات التقويم الذي طويته أو تكاد تطويه !
أما كنت أمس في أوّل شهر الله الْمُحرَّم؟
أمَا كان التقويم أوّل العام مليئا بالأوراق؟
أمَا نَزعته ورقة ورقة ؟
أيا صاح ! إنما كُنتتَنْتَزِع أيام عُمُرك
وتطوي سِنِيّ حياتك
هَذا التقويم قدانتهى
والعام قد انصرم
فماذا أودعته؟
وأي شيء استودعته ؟
أشاهدا لك أو عليك ؟
أكُنت غافلا فيه أم كُنت يَقِظًا؟
أأودعته إحسانا أو إساءة ؟
أودّعته بتوبة واستغفار .. أو بِزيادة ذنوب وآثام ؟
لقد تصرّمت أيامعُمرك
[BIMG]http://www.ramsat.net/imgup/upload/fn_80890328.gif[/BIMG]
قال عُتْبَةُ بْنُ غَزْوَانَ رَضي الله عنه فيخُطْبته : أَمَّا بَعْدُ ، فَإِنَّ الدُّنْيَا قَدْ آذَنَتْ بِصَرْمٍ وَوَلَّتْحَذَّاءَ ، وَلَمْ يَبْقَ مِنْهَا إِلاَّ صُبَابَةٌ كَصُبَابَةِ الإِنَاءِيَتَصَابُّهَا صَاحِبُهَا ، وَإِنَّكُمْ مُنْتَقِلُونَ مِنْهَا إِلَى دَارٍ لازَوَالَ لَهَا ، فَانْتَقِلُوا بِخَيْرِ مَا بِحَضْرَتِكُمْ . رواه مُسلم .
يا مَن يعد غداً لتوبته ... أعلى يَقين من بلوغ غَدِ؟
المرء في زللٍ على أمل ... ومَنية الإنسانبالرَّصَدِ
أيام عمرك كلها عدد ... ولعل يومك آخرالعددِ
*****
احبتنــــــــا في الله .. إنتصرم الأعوام وانقضاء الشهور والأيام يذّكر برحيل الدنيا وزوالها
فهانحن قريباً سنودععامنا وحريٌ بالمؤمن أن يقف مع نفسه معتبراً وقفة محاسبه ويبادر بالتوبه والرجوعالى الله
مواقع النشر (المفضلة)