الجزء الثالث
((دخلنا لرؤيت أمي ... أمسكت يدها .. ثم قبلت رأسها .. لم أتحمل رؤيتها فبكيت ...وانا اسند رأسي على السرير ..... فجأة سمعت رنين هاتف..رفعت رأسي لأرى فارس فرأيته يتجه للخارج ... فعدت أسندت رأسي على السرير))
::::::::::::::::::::::::::
- السلام عليكم..!!
- وعليكم السلام ..!!
- كيف حالك بني ..!!
- الحمد لله أنا بخير..!
- لقد تأخرت في عودتك الى المنزل فقلت أتصل لأطمان عليك..!!
- أنا بخير والحمد لله ... أبي ...عمتي..!!؟؟
- فارس ماذا بك ..؟؟

- أبي عمتي أغمي عليها وأخذناها الى المستشفى..!!

- ماذا ؟؟ ... باي مستشفى..!
-مستشفى الـ ............!!
- سآتي الان ....مع السلامة..!!
- مع السلامة..!

((دخلت لأرى يزن وأطمأن على عمتي .. ولكن رأيته ساندا رأسه على السرير .. عندما اقتربت.. انتبهت انه قد نام ..كيف أوصف لكم شكله.. انه يمسك بيد عمتي وساند رأسه عليها .. وآثار دموعه على خديه .. آآآآه يايزن ثماني سنواات لم ترى أمك .. وحين رأيتها حدث ما حدث ..آآآه يا الدنيا لماذا لاترحمين أحد.. أخذت كرسي وجلست في الجهة الاخرى من السرير أنتظر وصول أبــي..))


بعد ثلث ساعة وصل أبي .. وسلم علي .. فجأة راى بإتجاه يزن وبعدها اعاد بنظره الي .. حينما رأيته عرفت أنه يتساءل من هذا..!!

- أبي هذا ..؟؟
((اقترب أبي منه ليراه بعدها اعاد نظره الي .. رأيت دموع أبي على خديه))..!
- هذاا...هذاا..ي...ز..ن..؟؟!!
- نعم أبي هذا يزن ابن عمي فيصل..!!

((آآآآه يايزن لا تعلم كم اشتقت اليك وأنتظر عودتك بفارغ
الصبر ..وأخييرا رجعت .. الحمد لله..))


(( سمعت صوتا يناديني ففتحت عيناي ورفعت رأسي رأيت فارس وكان معه رجل... ولكن لماذا يبكي ..!!))

- فارس..!!
- اهلا يزن ..؟؟!
(( وقفت في مكاني وأنا أنظر الى الرجل .... هذا عمي خالد ... أنا متأكد ... إنه هو ... نعم هو ..!
- يزن .. ؟؟!
- عمي خالد ..!
(( ضمني الى صدره ...أخذنا نبكي .... لقد عدت إلى الوراء (( عشرين سنة)) ... عندما كان أبي يضمني الى صدرة .... عند عودته من لندن ...))!!
- يزن بني متى عدت ..؟؟!
- اليوم الساعة العاشرة ..!
- لمَ لم تخبرنا بأنك ستعود ... ااه يا يزن ... اشتقنا اليك ... واشتقنا لسماع صوتك ... أين أنت عنا ... لماذا لم تتصل بنا .... ماذا حدث لك ؟؟!
- عمي انا ....!!
(( رميت جسدي في صدره ... أبكي بحرارة ..))
- اجلس يزن وأخبرني عن أخبارك
- الحمد لله عمي بخير لا أشكي بأس
- الحمد لله
- لقد اشتقنا اليك كثيرا
- وأنا بعد اشتقت اليكم كثيرا
(( مضينا ساعة نتحدث عن أخباري وأخبار عملي في لندن ... سعد كثيرا بعودتي ... وتطمن على صحة أمي ... ثم انصرف ... فهو سيسافر الى البحرين هذا المساء .. فلديه اجتماع هام )) ..!
يزن هيا لنذهب للمنزل فأنت متعب ... وسنعود بعد ساعة .. موعد استيقاظ عمتي..!
- لا لن اذهب سأنتظر أمي حتى تستيقظ..!
- حسنا سأذهب الى المنزل (( منزل أم يزن )) .. سأنام قليلا ... فلدي عمل الساعة السابعة .. في امان الله ))..!
- في امان الكريم..!
- لا تنسى بأن تطمنني عندما تستيقظ عمتي ...!
- ان شاء الله ..!

(( أنا متعب جدا .... سأنام حتى تستيقط أمي .... أسندت رأسي على السرير ... ونمت ))...!

:::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::
-ميس... ميس ... إبنتي أين أنتي .؟؟!
-أهلا أبي متى عدت ..؟؟!
-الان خذي هذا الكيس الى المطبخ ..!
- حسنا أبي ..!
-سأذهب لأنام فأنا متعب ..!
- حسنا ابي ..... أبي سأذهب الى بيت عمي خالد ..!
- حسنا ولكن لا تتأخري .. !
- حسنا أبي ..!

(( ميس تبلغ من العمر (( 18)) سنة ... تدرس في الجامعة سنة أولى((محاماة)) هي الابنة الوحيدة لدى حسن .. توفيت والدتها لحظة ولادتها ... فربتها جدتها (( أم أمها )) ولكنها توفيت قبل سبع سنوات ... فتاة جميلة .. شعرها بني ناعم ... عيناها كبيرتان... بلون بني ..))!!

:::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::
- سومة ... سومة ..!
- نعم ماما.
- إفتحي الباب ..!
- حاضر ماما.
.......
- سومة من عند الباب ..!
- ماما ميس ..!
- ميس ..!
- السلام عليكم..!
- وعليكم السلام ... هلا ميس ..1
- هلا أين أنت يومين لم أراك ..؟
-اسفة لدي امتحانات في الفترة الاخيرة ..!
- بالتوفيق .. !

(( خرجنا الى حديقة المنزل ... الجو جميل ... وبدأت السماء تمطر .. أتمنى لو أن فارس هنا .... فقد اشتقت لرؤيته ... فلم أره منذ أسبوعين .. ))

- فرح ...؟
- نعم ..!
- ما رأيك بأن نذهب في رحلة الـى الـ ......؟!
- فكرة جميلة .... ولكن يوم الخميس فأنه يوم اجازتي ؟؟!
- حسنا ..؟
- ميس مع من أتيتي ..؟!
- مع السائق ... ولكنه انصرف ... لماذا ؟؟!
- كنت أريد الذهاب الى المكتبة لأشتري كتاب ..!
- هل أتصل به ..!
- لا سأتصل بفارس ..!
(( ماذا فارس .... أتمنى سماع صوته ... اشتقت إليك يا فارس ...))
إتصلت فرح بفارس ..!
- ألوووو
- هلا فارس
- أهلين... كيف حالك ..!
- الحمد لله ... فارس أين أنت ..؟
- أنا في الجامعة ..!
- هل ستتأخر ..!
- لا .... لماذا ..!
- اريد الذهاب الى المكتبة ..!
- لا أستطيع فسأذهب الى المستشفى ..!
- ماذا مستشفى ...؟؟!
- لقد نسيت إخبارك بأن عمتي خديجة أغمي عليها وقمنا بنقلها الى مستشفى الـ .......!
- ماذا ..... ومتى ..!
- قبل ساعتين تقريبا ...!
- أهي بخير..؟؟
- نعم بخير... لا تقلقي ..!
- سأذهب معك ..؟
- حسنا ... كوني جاهزة ..؟
- حسنا .... ميس ابنت عمي حسن ستذهب معنا ..!
- حسنا ..!
- مع السلامة
- مع السلامة
(( فرح هي أصغر بنت لدى خالد ... أخت فارس ... تبلغ من العمر ((18)) سنة أولى جامعة (( هندسة اتصالات )) ... بيضاء البشرة ... شعرها طويل جدا ... أسود اللون ... عيناها سوداوتان... )))..!
:::::::::::::::::::::::::::::::::::::::

((صحيت في نوم عميق ... فجأة شعرت بأن أحدا يمسح على رأسي..استيقظت ))

- أمــــي ..؟
- يزن إبنــــــي ..!
- سامحيني أمي... أنا السبب .. أنا السبب... نعم ..أنا السبب...
ليتني لم أعد..!!!

- قاطعتني (( لا تقل ذلك يا يزن .. يا إلهي كم تعذبت عندما توفي والدك وبعدها فراقك .. أرجوك بني لا أريد أن أرجع بذاكرتي إلى تلك الأحزان فأنا لم أذق طعم السعادة منذ تلك الأيام .. كنت أنتظر سماع صوتك...ولكن...!!!))
- ولكن ماذا ..؟؟؟
- ((لم تكمل بل كانت تذرف دموعها... لم أتحمل رؤيتها تبكي فجلست بطرف السرير))

- كنت أنتظر اتصالك .. لقد وعدتني أنك سوف تتصل كل يوم لكي أطمئن عليك ...انتظرت ذلك اليوم...ولكنك لم تتصل... فقلت ربما هو منشغل بشيء ونسي أن يتصل..أوهمت نفسي انك ستتصل في اليوم الثاني ولكن لم تفعل ..لم أستسلم بل أخذت أتصل ولكن لم تكن تجب علي .... مر أسبوع ، شهر، سنوات... فقدت الأمل .. فكيف سأرى ابني الذي نسيني وتركني وحيدة في هذا العالم الذي لا يرحم أحدا....أرجوك لا تعذبني أكثر ...أرجوك..))

((تذكرت ذلك اليوم الذي فرق بيني وبين أهلي ... لا... لم أعد أتحمل ذلك أرجوك أماه لا تذكريني بذلك..))

:::::::::::::::::::::::::::::::::::::

((كنت أنتظر رؤيته ... فهذا هو قادم .. وقف أمام حديقة المنزل فذهبنا متجهين إليه.. وصعدنا الى السيارة..))

- السلام عليكم..!
- وعليكم السلام ورحمة الله.. كيف حالك..؟
- بخير الحمد لله..!

(( تذكرت يزن لم يتصل بي ... أخذت هاتفي واتصلت ... لايرد .. حاولت مرة أخرى ولكن بدون فائدة ... وضعت هاتفي جانبا ... فجأة نظرت للمراه ... أرى ميس تنظر الي ... صرفتُ بصري ... وانتبهت لصوت فرح..)).

- فارس ماذا حدث لعمتي ..؟؟
- هل تعرفين يزن ابن عمي فيصل..؟
- نعم سمعت عنه ولكن لم أره قط..!
- لقد عاد اليوم من لندن ..!
- ماذا عاد ..؟
- نعم .. لقد عاد ورأى عمتي ..!

((وقفتٍ السيارة على الرصيف .. وأخبرتهن بما حدث .. فحل الصمت .. وأكملنا طريقنا.. لقد اقتربنا من الوصول إلى المستشفى ... وعندما أنظر عبر المراة أرى ميس تنظر الي .. ثم تصرف نظرها... ولكن ما سبب تلك الإبتسامة..؟؟))


(( يزن منذ صغره لم يرى أبناء أعمامه ... ولكن رأى عمه خالد عند ما يسافر والده الى لندن ... لقد كان هناك خلاف بينهم بسبب الارث... ومنعه والده من الذهاب لمنزلهم ... ولكن بعد وفات والده ... عادت المياة لمجاريها ... بين خالد وحسن )).

الجزء الرابع لم أبدئ بكتابته بعد ولكن إن رأيت رأيكم ومتابعة جيدة للقصة فسأكمل الكتابة .
أختكم نجمة عمان .
...